اخبار محلية

فرنجية قاب قوسين أو أدنى

من غير المعلوم حتى الآن ما هي الأجواء التي لمسها “الثنائي الشيعي” حتى مضى في اتجاه إعلان تبنّي رئيس تيار “المردة” سليمان فرنجية مرشّحاً رئاسياً.

توالت الإجتماعات لدى الثنائي طيلة الأسابيع الماضية. الشقّ الإجرائي تولاّه رئيس مجلس النواب نبيه بري، من خلال حركة سياسية لافتة أبقاها في منأىً عن الإعلام. خلال تلك الفترة، تفرّغ بري لعقد لقاءات مع سياسيين ودبلوماسيين مؤثرين، كان الحاضر الأبرز فيها سليمان فرنجية.

أبرز اللقاءات كانت مع السفيرة الأميركية دوروثي شيا. بحنكته المعروفة، إنتزع بري منها موقفاً، ثم تولّى فريقه تسريبه إلى الإعلام على شكل عدم ممانعة أميركية من التعامل مع سليمان فرنجية إذا انتُخب رئيساً، ويُقال إن موقف شيا مكّن برّي من إنجاز ترتيباته في شأن إعلان ترشيح فرنجية إلى رئاسة الجمهورية. من جانبٍ آخر، كان معاونه السياسي النائب علي حسن خليل، يخوض حراكاً موازياً بنفس العناوين تقريباً، توّجها بلقاء السفير السعودي وليد بخاري، مرّةً ثانية، عقب عودته من الرياض. ما فُهم من اللقاء مع السفير، أنه ما زال متحفظاً على الأسماء ويُنشد ما تمّ مناقشته في “لقاء باريس”، وفُهم أن اللقاء في وارد الإنعقاد مجدداً دون تحديد موعد، فيما المهم جداً، كان في أن البخاري، بدا غير راغبٍ أو يستهويه ترشيح فرنجية.

في المقابل، تفيد إتصالات أُجريت مع مسؤولين سعوديين خلاف ما يذيعه بخاري لبنانياً. صحيح أن المسؤولين السعوديين لم يذكروا أسماءً مرشّحة، لكنهم لم يضعوا “فيتو” على أي إسم، ما يمكن تفسيره في أن البخاري “يجتهد” على الطريقة اللبنانية. كلّ ما تقدم، خوّل مجموعةً من السفراء نقل معطيات إلى دولهم، مفادها أن رئيس مجلس النواب، بما يمثّله شيعياً، يتجه لإعلان ترشيح سليمان فرنجية وهو ما تأكد لاحقاً.

على مقلب “حزب الله”، كان يحتاج إلى موقف يتولّى تقديمه بري في شأن فرنجية، فيظهر الحزب ملحقاً، وحتى لا يُسجّل على الحزب أنه أول من بادر إلى التسمية، لذلك ذهب الأمين العام ل”حزب الله” السيد حسن نصرالله، في خطابه الأخير إلى تأييد ترشيح سليمان فرنجية. وطيلة الأسابيع الماضية، كان فرنجية يتواصل مع الحزب لسؤاله بشكلٍ دائم ولاستفهام موقفه من قضية الترشيح، وكان الحزب يستمهل ويطلب أن يُبادر فرنجية إلى إعلان ترشيحه بنفسه، حتى يتسنّى إعلان دعمه من جانب الحزب، بينما الأخير كان يُجيب بأنه يحتاج إلى ظروفٍ مكتملة لإعلان الخطوة.

وفي تفسير محيطين بفرنجية، فالظروف ما هي سوى تأمين الأصوات الـ65 أو الإقتراب منها ووضعها في الصندوق السياسي تمهيداً لإعلان الترشيح ومن بعدها يبدأ العد العكسي، وهو ما قد يكون تأمّن.

بناءً عليه، ومع إعلان كلٍ من الحزب وحركة “أمل” تأييدهما ترشيح فرنجية، واكبت بنشعي المناخات إعلامياً من خلال تأكيد النائب طوني فرنجية، أن والده مرشّح فعلي. يبقى أن يتولى فرنجية تقديم ترشيحه بشكل رسمي.
من الآن ولحينه، سيبدأ العدّ في مجلس النواب، وما يمكن تسجيله أنه بتبنّي طرفين رئيسيين لترشيح فرنجية، يُفترض أن يواكب بلحاق أطراف أخرى به، ما يعني الإنتقال من مسألة تأمين الأصوات إلى تأمين النصاب في مرحلة متقدمة، وهو ما ألمحَ إليه نصرالله في خطابه الأخير.

ويُقال في هذا الصدد، إن إعلان ترشيح فرنجية على لسان زعيمين أساسيين، لم يكن ليحصل لولا تهيئة أجواء خارجية وتأمين 65 صوتاً، بحيث أضحى اليوم فرنجية جزءًا من مفاوضات ستجري على إسمه، على أن تُسرّع في تحضير الفريق الآخر نفسه لتأمين 65 صوتاً بدوره لمرشّحه، ليس النائب ميشال معوض الذي لم يشتغل له حلفاؤه، إنما نظرياً قائد الجيش جوزاف عون.

وإلى ذلك الحين، سيبقى الترقّب سائداً في انتظار تحديد موعد جلسةٍ لن تحصل، إلاّ إذا تأكد للمعنيين بما فيهم رئيس مجلس النواب نبيه بري أن انتخاب الرئيس سيتمّ خلالها.

ليبانون ديبايت – وليد خوري

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى