اخبار محلية

دعمٌ أوروبي لمرشح رئاسي… وأهداف خارجية لنشوب حرب أهلية؟!

ما بين باريس والرياض وبيروت تُدار خيوط اللعبة السياسية كما توحي التحليلات، ورغم أن هذا الأمر لا تجري ترجمته أقلّه في الفترة الحالية فإن رأياً آخر يقول أن الأزمة هي لبنانية لبنانية، ونظرية المؤامرة لا يغذيها إلا اللبنانيون أنفسهم.

ومن هذا المنطلق يعتبر مدير “المركز الجيوسياسي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا” الكاتب والمحلّل السياسي نوفل ضو في حديث إلى “ليبانون ديبايت” أن دعم الرئيس الفرنسي لرئيس تيار المردة سليمان فرنجية ليس بجديد، لكن في قراءة منطقية يرى أنه لا يوجد توافق داخلي أو خارجي عليه، لذلك لا يمكن التكّهن بأسباب الزيارة وما إذا كانت فعلاً من جانبه ليرى ما استجدّ على مستوى الإستحقاق الرئاسي المعني به مباشرة..

أما بالنسبة لعلاقة الإتفاق السعودي الإيراني بموضوع تسوية لبنانية، فينفي وجود هذه العلاقة لا سيّما أن الأتفاق هو جزء من الإستراتيجية السعودية 2030, ومن يقول أنه فوجئ بالإتفاق فهو ليس بقارئ جيد للسياسة، فمنذ إعلان هذه الإستراتيجية التي تتحدّث عن شرق أوسط جديد بدأت تتبلور مصالحات حتى مع التركي وجر مصر الى لقاء التركي ايضاً، فسياسة المملكة تقوم اليوم على عقد اتفاقات مع كافة الدول ومنها ايران لخلق هذا الشرق الاوسط الجديد.

ويسخر من التحليل القائل بأن الرئيس ماكرون إتصل ببن سلمان وأقنعه بالسير بسليمان فرنجية وأن الفرنسين استدعوا فرنجية ليقول له “مشي الحال”، هذه المقاربة غير صحيحة، فمن الممكن أن يصل فرنجية ولكن لن يكون ذلك من خلال إتفاق فرنسي سعودي بل من خلال موازين قوى لبنانية سمحت بحدوث صفقة داخلية تسمح بوصوله، لكن هذا الوصول لن يحل مشكلة لبنان بل مشكلة الانتخابات الرئاسية، ولا ينتظر أحد أي قرش من المملكة العربية السعودية أو من غيرها في حال انتخابه.

وإذ أن السعودية لا تعارض أو توافق على أي مرشح، ولكنها بالطبع لن تعود إلى الإستثمار إلا في حالة واحدة بمعنى أن لا يعود البلد تابع لحزب الله.

ويلفت إلى مواقف العديد من دول الخليج ومستثميريها بأنه لن يعودوا للإستثمار إلا في حال من الإستقرار السياسي والأمني.

ويشدد أن لا تسويات خارجية خاصة بلبنان، وعلى الأطراف الداخلية بناء البلد ليقف الخارج إلى جانبهم، ولا يتوقّع أي حل داخلي في ظل إنعدام الرؤية عند كافة الاطراف، ويتوقّع المزيد من الغرق أكثر فأكثر لا سيّما أننا لا زلنا نفكّر بمنطق “الصفقة” ولن نصل بهذا الى أي مكان.

وبنظرة تشاؤمية ينظر إلى مستقبل لبنان الذي سيشهد إنهياراً متعاظماً طالما أننا نقارب الموضوع بهذا الشكل فالسؤال الوحيد هل نريد أن نبني بلد أو لا.

ولا يتوقّع أن تكون التلميحات اللبنانية إلى الخارج إذا لم يساعدوا لبنان إقتصادياً بأنه ذاهب باتجاه الحرب، لها صداها لأن الأمر لا يعنيهم بل يعني اللبنانيين تحديداً.

ولا يتوقّع أن تغير الخلوة الروحية المرتقبة في بكركي من المشهد أو الوصول إلى توافق، لا تحل مشكلة لبنان بخطوات من هذا النوع بل من خلال قرارات سياسية التي يجب أن يأخذها اللبنانيون أنفسهم.

ويتحدّث عن شرق أوسط جديد يتم بناءه وعالم عربي جديد ومفهوم عروبي جديد، وانتقل القرار العربي إلى مجلس التعاون الخليجي التي أصبحت لديه رؤية، والدليل أن القمّة العربية المقبلة ستعقد في السعودية رغم أنه ليس دورها، والجواب ببساطة أن المملكة هي من ينسج اليوم العلاقات العربية العربية والعلاقات العربية مع تركيا وايران والصين وأوروبا وأميركا ، فإما أن نكون شركاء في هذا النظام العربي الجديد أو نكون خارجه.

ولا ينفي أنه قد يكون للخارج أهدافاً لنشوب حرب اهلية لكن السؤال اذا لم يكن اللبنانيون من يفعلها فكيف تقوم الحرب، ويسأل في هذا الإطار من لديه السلاح ليقوم بحرب أهلية، فيمكن أن تتسبب الأسلحة الفردية بمشكل هنا أو هناك لكن ليس حرب.

ويلفت إلى أن العالم كله ذاهب باتجاه تهدئة الأمور لا سيما في الدول الإقليمية، ورأى أن الحديث بهذا المنطق هو من باب تهويل فإما الإستسلام لحزب الله وإما الحرب الاهلية.
ويعلن أن ليس لديه مشكل مع النظام الفيدرالي، لكن في لبنان الأزمة ليست أزمة نظام بل أزمة إحتلال وكيان.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى