أثار تصريح الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون جدلاً كبيراً بعد تأكيده على ضرورة تغيير الطبقة السياسية في لبنان. لكن اللافت ليس كلام ماكرون فحسب بل ما حصل سابقًا عندما التقى صاحب مبادرة “جمهورية لبنان الثالثة” عمر حرفوش مع أحد أعضاء فريق الرئيس ماكرون، وقد كشف حينها حرفوش عن مؤتمر سينعقد في شهر شباط 2023 بمجلس النواب الفرنسي، وسيحضره حرفوش للحديث عن “الجمهورية اللبنانية الثالثة”.
حرفوش كان قد التقى كل من رئيس حزب “النهضة” أي الحزب الذي ينتمي اليه الرئيس ماكرون ونواب في لجنة العلاقات الخارجية، وشرح لهم تفاصيل عن مشروع الجمهورية اللبنانية الثالثة، وأخبرهم عن الدعوى القضائية التي تقدم بها الرئيس نجيب ميقاتي ضده على خلفية تصريحه “السياسيون في لبنان يغتنون على حساب الشعب الفقير”، وهذه الجملة نفسها جاءت على لسان ماكرون يوم أمس.
وبحسب مقربين من حرفوش، أن اللقاءات التي عقدها الأخير مع فريق عمل الرئيس ماكرون قبل فترة قصيرة أعطت ثمارها، وقد تمكن حرفوش من اقناعهم بضرورة تغيير الطبقة السياسية في لبنان. وهذا الكلام كان قد أعلنه حرفوش خلال مقابلة صحفية اجراها في لبنان الشهر الفائت.
ويعتبر المقربون من حرفوش، أن الجملة التي استخدمها ماكرون أنه ضد الإثراء غير المشروع على حساب المواطنين هي نفسها الجملة التي دفعت الرئيس ميقاتي للإدعاء على حرفوش، وقد قام الأخير أي حرفوش بتسليم فريق ماكرون نسخة عن الدعوى.
إضافة إلى ذلك، أن لجنة العلاقات الخارجية في واشنطن أعلنت أيضًا بعد زيارة حرفوش للولايات المتحدة الأميركية وإجراء لقاءات هامة وجوب تغيير النظام في لبنان وتحدثت عن فرض عقوبات صارمة على الفاسدين.
والجدير ذكره، أن توقيت الزيارات واللقاءات التي بدءها حرفوش لمطالبة الدول بتبني مشروعه السياس في لبنان كان بالتزامن مع أحياء اتفاق الطائف في لبنان من قبل السفير السعودي وليد بخاري. وكشف حرفوش حينها أن فرنسا لن تشارك بالاحتفال الذي أقامته السفارة السعودية في قصر الأونيسكو أي أن باريس ليست راغبة بمشروع إعادة أحياء اتفاق الطائف، وهذا ما بدا واضحاً في كلام ماكرون أمس الذي نعى الطائف بحديثه عن نظام سياسي جديد.
يبدو أن مشروع عمر حرفوش قيام جمهورية لبنان الثالثة لم يعد مستحيلاً، اذ أن مشروع حرفوش بات يحظى بتأييد دولي رفيع المستوى.
ليبانون ديبايت
